بسم الله الرحمن الرحيم
نداء لأهل القران الكريم .. إعملوا لهذا الدين يرحمكم الله... بقلمي
الحمد لله رب العالمين حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه .. والصلاة والسلام الأتمان على خاتم رسل الله جميعا محمد صلى الله عليه وسلم , وبعد :-
شرف لكل عبد خلقه الله عز وجل أن ينتمي لهذا الدين العظيم (دين الاسلام) الذي إرتضاه الله عز وجل للناس ودعاهم للدخول تحت رايته فقال الله عز وجل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً )(المائدة : 3 )
إن الله عز وجل لا يقبل من أحد كائنا من كان سواء أكان رئيسا او وزيرا أو كاهنا او قسيسا أو راهبا او ناسكا أو عالما او مدرسا أو طبيبا ... الي غيرها من الألقاب والمسميات لا يقبل من هؤلاء جميعا إلا أن يدينوا بدين الاسلام فقد قال الله عز وجل (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران : 85 ).
لقد تيقن اليهود تماما أن هذا الدين هو الدين الخاتم المذكور عندهم في التوراة والذي بشر به نبيهم موسى عليه السلام وأمر اليهود باتباعه حال ظهوره , فأخفوا ذلك وحرفوه وكذبوا برسول الاسلام , قال الله عز وجل (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (المائدة : 15 ).
إن النصارى كذلك علموا أن هذا الدين هو الدين الحق الخاتم الذي بشر به عيسى عليه السلام المؤمنين معه , قال الله عز وجل (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (الصف : 6 ) , فمن النصارى من دخل في هذا الدين فاهتدى بهديه كالنجاشي رحمه الله ومنهم من أبى وأعرض كقيصر الروم ونصارى نجران فأخذاهم الله عز وجل وسلبهم ملكهم .
إن خير من أعز هذا الدين الخاتم الصحابة رضوان الله عليهم جميعا ففي سبيله هجروا الأوطان وضحوا بأرواحهم وأهلهم ومالهم وولدهم , فمنهم من اندقت عنقه ومنهم من قطعت يده ومنهم بترت رجله ومنهم شل بدنه ومنهم من مات ولم يعرف له قبرا ولا أثرا ومنهم ركب البحر وهجر الاهل يدعو الي الله عز وجل فمات على اسوار الصين واوربا , فصدق فيهم قول الله عز وجل (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (الأحزاب : 23 ).
ثم حمل الراية بعدهم عض على هذا الدين بالنواجز فئام من الناس من دعاة وعلماء وجنود أوفياء ساروا على درب الصحابة الكرام فتركوا آثارهم شاهدة على ماقاموا به من جليل اعمال لهذا الدين العظيم .
إن قافلة الرجال كما سماهم الله عز وجل (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ) ستواصل المسير رغم الهجير الي قيام الساعة بإذن الله عز وجل لن تتوقف عن المسير فهل سنكون نحن في معية تلكم القافلة وذلك الركب الميمون , نسأل الله عز وجل أن يرزقنا معيتهم فقد قال الله عز وجل في شأننا (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )(الحشر : 10 ).